موقف الدولة المغربية المعادي لتقافة الإنسان الأمازيغي
بقلم عادل أداسكو - AmazighWorld.org بتاريخ : 2013-10-21 00:49:00
إن ما يتعرض له الأمازيغ من عنف و ترهيب بسبب اعتزازهم و افتخارهم بالعلم الأمازيغي الذي يرمز إلى الهوية والخصوصية الأمازيغية عبر العالم، خاصة بعد الأحداث التي عرفتها العديد من المدن و التي تمت فيها مصادرة العلم الأمازيغي واعتقال مناضلين من الحركة الأمازيغية وشباب يحمل العلم الأمازيغي، لا يدع لنا شكا على موقف الدولة المعادي لتقافة الإنسان الأمازيغي، و لا يمكن فصله عن التراجعات الخطيرة والالتفاف الممنهج على كل المكتسبات التي انتزعتها الحركة الأمازيغية بعد أربعة عقود من النضال.
فعوض أن يكون ترسيم اللغة الأمازيغية في "دستور ممنوح بغلاف ديمقراطي" مدخلا للإنصاف والعدالة الثقافية واللغوية، تحول إلى ما يشبه المتاهة الكبرى التي تؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من التهميش والاحتقار على أساس لغوي وثقافي.
إن من يعطي الأوامر بمنع نشطاء الحركة الأمازيغية من حمل علمهم الثقافي والهوياتي، يجهل بأن هذا الرمز الممنوع في أرضه، علم ثقافي دولي يرمز إلى الهوية والخصوصية الأمازيغية عبر العالم، ويعود تاريخه إلى السبعينات واعتمد كعلم لكل أمازيغ العالم سنة 1997 بجزر الكناري، بمناسبة انعقاد مؤتمر الكونكريس العالمي الأمازيغي.
إن هذا العلم حضر في كل المحطات التاريخية لشعوب شمال إفريقيا، فقد كان أيقونة الثورة الليبية ضد ديكتاتورية القذافي، كما كان بارزا في مسيرات تاوادا وحركة 20 فبراير بالمغرب، وله حضور قوي في الجزائر وأزواد، كما أنه حاضر وبقوة في اعتصام ساكنة إميضر المطالبة بحقوقها بالجنوب الشرقي من المغرب. وهو كلما قمع في أرضه ازداد تشبث النشطاء به، حيث أصبح جزءا من حياة الآلاف من العائلات بشمال إفريقيا.
إن قمع وترهيب الانسان الأمازيغي بسبب تشبثه بالعلم الأمازيغي، ينم عن جهل كبير من السلطات المعنية بأسباب التعلق بالرموز كالأعلام وغيرها. فالنفور من الرموز الرسمية للدولة أمر شائع في بلدان الإستبداد، والتعلق بها ثقافة في الدول التي تحترم المواطن وتضمن حقوقه شاملة وغير مجزأة.
أن مسؤولية ما يقع يتحمله النظام في استمراره في إرسال الإشارات السلبية ذات الصلة بالملف الأمازيغي.