بقلم محمد سيحي - AmazighWorld.org بتاريخ : 2014-07-28 17:56:00
بقلم. محمد سيحي يعتر قطاع الإعلام السمعي البصري بالمغرب كغيره من القطاعات الأخرى التي تسبح في بحر من المشاكل، خاضع للوبيات لا يهمها سوى ملئ الجيوب واستغلال القطاع لأجندات ومآرب شخصية. والقناة الامازيغية لن تكون استثناء في ظل هذا الإعلام الذي ينخره الفساد والاستغلال من كل الجهات، زد على ذلك ان الهدف الذي استحدثت من اجله هذه القناة وهو النهوض بالامازيغية ورد الاعتبار لها بعد عقود من الاقصاء والتهميش، يلقى معارضة شديدة من المتحكمين في دواليب السلطة.
لقد جاء إحداث هذه القناة الناطقة بالامازيغية في سياقين. أولهما الظهير الشريف رقم 212,02,1 الصادر في 22 من جمادى الآخرة 1423 (31غشت2002) القاضي بإحداث <الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري> الذي جاء استجابة للأصوات المطالبة بإنهاء احتكار الدولة للإعلام العمومي وضرورة تحريره وتأهيله ليواكب متطلبات العصر. والثاني ضغوطات الشارع الامازيغي المتمثل في الحركة الاحتجاجية التي عرفت حركية مهمة في العقدين الأخيرين خاصة الحركة الطلابية.
لقد تم إحداث القناة الامازيغية (2010) ومجموعة من القرارات والمبادرات الأخرى سواء التي سبقتها كإنشاء (IRCAM 2001) و تدريس الامازيغية (2003) أو التي لحقتها كدسترة اللغة الامازيغية في دستور (2011) في سياق محاولات الدولة امتصاص الحركة الاحتجاجية الامازيغية في كل مناطق المغرب، وكذا المشروعية التي أصبحت تكتسبها المطالب الامازيغية والتي أصبحت في تزايد مستمر.
إن ولادة هذه القناة كان ولادة قيصرية مشوهة، فبالإضافة إلى تقرير المركز المغربي للإعلام الأمازيغي الذي نشرته هيسبريس (http://www.hespress.com/tamazight/index.1.html) والذي وقف على جل المشاكل التي تعاني منها القناة. فان هناك ما هو اخطر من ذلك وهو ما سنأتي على ذكره في السطور الموالية.
لقد عمدت القناة إلى تغليب الطابع الفلكلوري للثقافة الامازيغية المغربية في برامجها في سعي منها الى تنميط الذوق العام للفرد، عن طريق ربط هذه الثقافة بالميوعة والمضاوية التي تجعل المتلقي يكون فكرة سلبية عليها ثم النفور منها.
ويهدف هذا المخطط تحويل الاختلافات الاثنية والثقافية والدينية إلى تناقضات تستدعي التقوقع في هوية جامعة«العروبة والإسلام» في مواجهة أي نزوع نحو التعددية كيفما كان شكلها، فتعمل وسائل الإعلام المتحكم فيها من طرف اللوبي المعادي للامازيغية إلى تسفيه وتحقير هذه الثقافة الضاربة في أعماق التاريخ وذلك عن طريق رداءة المنتوج الإعلامي الامازيغوفوني الذي يعرض على هذه القناة، مقابل تلميع المنتوج الإعلامي العربوفوني في أذهان المتلقين.
كما تهدف هذه السياسة إلى توجيه الوعي الجمعي المغربي نحو الاعتقاد بأن الامازيغية لن تقدم أي شيء لهم وهذه السياسة نراها أيضا في ما يخص مسالة تدريس الامازيغية التي تعرف عدة عراقيل ذاتية أكثر منها موضوعية حيث أصبحت ضحية مزاجية الوزارة ومديري الأكاديميات والنواب والأساتذة حيث انه في غياب أي إرادة حقيقية للدولة في النهوض بهذه الثقافة وكذا غياب أي مراقبة أو محاسبة للمسؤولين عن كل المشاريع التي تهم رد الاعتبار للامازيغية، تبقى هذه الأخيرة ضحية المزايدات السياسوية ومزجيات المسؤولين. و لاننسى كذلك التماطل الذي يطال القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.
وفي الأخير نقول أن القناة الامازيغية ما هي إلا قمامة تعيد صرف وترجمة زبالة القنوات الأخرى.
تعليقات القراء
هده التعليقات لاتمتل رأي أمازيغوولد بل رأي أصحابها