المغرب: حقوق الأمازيغ في المواطنة بین إستعلاء الدولة و تخاذل الأحزاب
بتاريخ : 2020-07-27 19:46:00
لا یکاد یمر أسبوع في المغرب دون أن تطفو علی سطح ممارسة الحکم و السیاسة تجلیات المیز والتهمیش ضد الأمازيغ و الأمازيغیة: فکل القوانین التي صدرت بعد القانون التنظیمي لمراحل تفعیل الطابع الرسمي للأمازيغیة، لم تخذ بعین الإعتبار الإلتزامات الدستوریة في هذا الشأن...
أما الممارسة الیومیة للحکم و السلطة فلم تغیر من أسلوبها و خطابها، و کأن حال لسانها یقول: دار لقمان ستبقی علی حالها فإنتظار زوالکم أیها البربر...
تعتمد الدولة في تمریر قوانینها و سیاستها التمییزية و التحقیریة ضد الأمازيغ و الأمازيغیة علی طابور خامس - الأحزاب السیاسیة الممثلة في البرلمان- و علی تواطٸهم المفضوح ضد الحق الطبیعي للأمازيغیة في ولوج المٶسسات، و الإضطلاع بدورها في تحقیق دولة الحقوق و الحریات...
إفتضحت إدعاءات الدولة في طي صفحات الماضي و تحقیق تصالحها مع الذات و جبر الضرر المعنوي اللذي ألحقته سیاساتها بکل ما هو أمازيغي...
وتخلفت الأحزاب عن القیام بالدور المنوط بها لتفعیل مبدأ: الأمازيغیة مسٶولیة وطنیة، وراحت منبطحة لتعلیمات وأوامر جهات تعادي الأمازيغیة في أجهزة الدولة واللوبیات المٶثرة فیها... و أسست لنفسها جهازا مفاهیمیا فظفاظا و أخطبوطیا فارغا من أي محتوی تخرجه لدغدغة عواطف البسطاء من المواطنین في كل حملة إنتخابیة، ثم سرعان ما ترکنه في سلة المهملات في إنتظار الإنتخابات القادمة....
لا یقتصر تخاذل الأحزاب و ممثلیهم في البرلمان (فلسوء الحظ فبرلمانیینا یمثلون فعلا أحزابهم عوض تمثيل المواطنین) علی إفراغ حقوق الأمازيغ من محتواها بل یتجاوز ذلک الی محاولاتهم تبریر هذا التخاذل بأعذار أقبح من الزلات...
في ظل هذا الوضع السیاسي البئيس، یبقی هناک أمل وحید هو إلتئام القوی الوطنیة الحقیقیة حول مشروع حضاري بدیل- مشروع یضمن حقوق کل المواطنین- قوامه التصالح مع الذات و النهل من تراثنا الحضاري العریق لبناء أسس مغرب المستقبل: مغرب یسع فعلا لکل أبناٸه ویضمن لهم جمیعا أسباب الکرامة والعیش المشترک بدون أي تمییز أو تراتبیة
تعليقات القراء
هده التعليقات لاتمتل رأي أمازيغوولد بل رأي أصحابها
1 التعليق رقم : سوس. م. د بقلم : تحت عنوان : Italy البلد :
الاحزاب الكلاسيكية وصلت الى مرحلة الإشباع أي أنها لم تبقى لها خدعة دينية أواديولوجية أوسياسية لم تستعملها في إستمالة الناخب وهضمه بعد ذالك. حزب الاستقلال ،حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الاشتراكي هم ثلاثة أحزاب عجوزة يعود إليها تخريب المغرب اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.هذه الأحزاب من صنع المخزن منذ الاستقلال الشكلي واعتمد عليها في إلهاء الشعب وتدجينه، بينما الأحزاب الأخرى سمح بتكوينها فقط لتبقى بحجمها الصغيرلإستمالة الغاضبين. لكسر هذا التلاعب بعقول الناس لابد من مقاطعة الأحزاب الكلاسيكية يخرجها الناخب كليا عن الساحة السياسية والتصويت على أحزاب متوسطة قد تغير المشهد السياسي وتنذرالمخزن بأن هناك شباب سئم من المراوغات والفساد وقمع المواطن العادي يريد التغيير على الأرض وداخل بيوت الأسر وليس في القنواة التلفزية.